Website Logo
مفارقة حقوق الإنسان

مفارقة حقوق الإنسان

تمويل الاتحاد الأوروبي لشركات الأسلحة الإسرائيلية يثير أسئلة أخلاقية وقانونية

رضا عبد اللهي

يبرز الدعم المالي للاتحاد الأوروبي لشركات الأسلحة الإسرائيلية انفصالًا مقلقًا بين التزامه المعلن بحقوق الإنسان وقرارات التمويل التي يتخذها. إن زيادة الشفافية وتطبيق اللوائح الصارمة أمران أساسيان لضمان عدم مساهمة أموال الاتحاد الأوروبي في استمرار العنف والاحتلال.

إسرائيل وبرنامج الإطار الأوروبي

يُعد برنامج "الإطار" الخاص بالاتحاد الأوروبي للبحث العلمي، الذي خصص له 53 مليار يورو بين عامي 2007 و2013، إسرائيل كشريك خارجي رئيسي. جعل هذا الشراكة الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر مصدر للتمويل البحثي لإسرائيل، يقتصر فقط على مؤسسة العلوم الإسرائيلية في القدس. بحلول عام 2013، كانت إسرائيل تتوقع أن تحصل على فوائد لا تقل عن 500 مليون يورو من مشاركتها في البرنامج.

تم توجيه جزء كبير من تمويل الاتحاد الأوروبي نحو مشاريع "البحث الأمني"، والتي تضمنت تعاونات مع شركات الأسلحة الإسرائيلية. غالبًا ما تدعي هذه المشاريع تعزيز الأهداف المدنية ومكافحة الإرهاب، لكنها قد تسهم أيضًا في تطوير التكنولوجيا العسكرية.

شركات الأسلحة الإسرائيلية في مشاريع الاتحاد الأوروبي

Motorola Israel وَ iDetect 4All

شاركت Motorola Israel في مشروع iDetect 4All الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي يهدف إلى تطوير تقنيات المراقبة لتحديد الأنشطة المشبوهة بالقرب من البنية التحتية الحيوية. يثير دور Motorola المثير للجدل كمورد لفيوزات القنابل للقوات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك تلك المستخدمة في هجمات على المدنيين في غزة ولبنان، شكوك حول الآثار الأخلاقية لمشاركتها. قد تستند تقنيات المراقبة المطورة في إطار هذا المشروع أيضًا إلى خبرة Motorola في الأنظمة المُستخدمة في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

إسرائيل لصناعات الفضاء (IAI)

من بين المستفيدين الآخرين من تمويل البحث الأوروبي هي إسرائيل لصناعات الفضاء (IAI)، وهي شركة رائدة في تصنيع طائرات الحرب المستخدمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. تُعد IAI جزءًا من مبادرة "السماوات النظيفة"، التي تسعى إلى إنشاء محركات طائرات صديقة للبيئة. يجادل النقاد بأن مثل هذه المشاريع تسمح لـ IAI بتطوير تقنيات ذات تطبيقات عسكرية محتملة، ممولة من دافعي الضرائب الأوروبيين.

أنظمة Elbit وبحث الطائرات بدون طيار

تشارك شركة Elbit Systems، أكبر شركة أسلحة خاصة في إسرائيل، في مشروع CAPECON، الذي يهدف إلى تسهيل استخدام الطائرات بدون طيار (UAVs) في المجال الجوي المدني. تم استخدام طائرات Elbit بدون طيار على نطاق واسع في العمليات العسكرية، بما في ذلك هجمات على المدنيين الفلسطينيين وفي صراعات في أفغانستان والعراق. وقد وصفت هذه الطائرات بأنها غير إنسانية ومماثلة للأسلحة المحظورة مثل القنابل العنقودية والألغام الأرضية.

الاهتمامات الأخلاقية وانتهاكات حقوق الإنسان

لقد أثار الدعم المالي للاتحاد الأوروبي لشركات الأسلحة الإسرائيلية انتقادات حادة من منظمات حقوق الإنسان. إن استخدام التقنيات الممولة من الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تُدان العمليات العسكرية الإسرائيلية على نطاق واسع على أنها انتهاكات للقانون الدولي، يثير أسئلة أخلاقية وقانونية عميقة. علاوة على ذلك، فإن تورط الشركات القائمة في المستوطنات الإسرائيلية، التي تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، في مشاريع ممولة من الاتحاد الأوروبي يقوض سياسات ومبادئ الاتحاد ذاته.

أسئلة لقيادة الاتحاد الأوروبي

مع استمرار الاتحاد الأوروبي في تعاوناته البحثية مع إسرائيل، دعا نشطاء حقوق الإنسان إلى مزيد من المساءلة وتطبيق إرشادات أكثر صرامة. بعض الأسئلة الملحة تشمل: