Website Logo
فرصة ضائعة للسلام

فرصة ضائعة للسلام

فحص وقف إطلاق النار لعام 2008: الفرص المفقودة والدروس لمستقبل غزة

ديانا فارس

حماس ومسار وقف إطلاق النار

حماس، اختصار لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تأسست في عام 1987 خلال الانتفاضة الأولى. كمنظمة فلسطينية سنية إسلامية مسلحة وسياسية، تعترف بها بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كمنظمة إرهابية بسبب مقاومتها المسلحة وهجماتها ضد إسرائيل. ومع ذلك، فإنها تعمل أيضًا كهيئة سياسية ومزودة للخدمات الاجتماعية، خاصة في غزة، حيث تسيطر عليها منذ فوزها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006.

على الرغم من سمعتها المثيرة للجدل، تعكس أفعال حماس وسياساتها طبيعتها المزدوجة: هيئة سياسية تسعى إلى تقرير المصير الفلسطيني وكيان مسلح يشارك في المقاومة المسلحة. مشاركتها في انتخابات 2006 وحكمها اللاحق لغزة كانت تحولًا كبيرًا، لكن المجتمع الدولي عزل إلى حد كبير المجموعة، رافضًا التعامل مع قيادتها. هذا العزل رسخ مكانة حماس كسلطة حاكمة وكيان مقاوم في آن واحد.

اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 2008

بدأ وقف إطلاق النار، الذي بدأ في 19 يونيو 2008، بوساطة مصر وهدف إلى تخفيف التصعيد. بموجب الاتفاق، التزمت حماس بإيقاف إطلاق الصواريخ والقذائف المدفعية من غزة نحو إسرائيل وتعهدت بكبح جماح الفصائل الأخرى العاملة في الإقليم. في المقابل، وافقت إسرائيل على وقف العمليات العسكرية في غزة وتخفيف حصارها الاقتصادي، الذي كان قد جمد القطاع وجعل سكانه على شفير المجاعة.

حافظت حماس إلى حد كبير على التزاماتها. وفقًا لمصادر إسرائيلية، انخفضت إطلاق الصواريخ بنسبة 98%، مع إطلاق 20 صاروخًا و17 قذيفة مدفعية من غزة خلال وقف إطلاق النار—ولا أحد منها من حماس. كان هذا تمثيلاً لتراجع كبير من أكثر من 1,000 مقذوف تم إطلاقها في الأشهر التي سبقت الهدنة.

4 نوفمبر 2008: نقطة التحول

ظل وقف إطلاق النار إلى حد كبير سليمًا حتى 4 نوفمبر 2008، عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية على غزة، وقتلت ستة أعضاء من حماس. توقيت هذا الاقتحام—في ليلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية—جذب اهتمامًا دوليًا محدودًا لكن له عواقب كبيرة. ردت حماس بإعادة إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، مما شكل نهاية وقف إطلاق النار.

يجادل النقاد بأن هذه العملية كانت استفزازًا متعمدًا صُممت لتبرير حملة عسكرية أوسع. بعدها، أطلقت الحكومة الإسرائيلية عملية الرصاص المصبوب في 27 ديسمبر 2008، هجومًا مدمرًا على غزة أسفر عن مقتل ما يقرب من ألف فلسطيني وإصابة آلاف آخرين. بينما ذكر المسؤولون الإسرائيليون الحاجة لحماية مواطنيهم من هجمات الصواريخ، يرى المحللون أن الاقتحام في 4 نوفمبر أضعف المبرر بإشعال العنف الذي كان قد خمد فعليًا خلال الهدنة.

بينما أظهرت حماس ضبط النفس واستعدادًا للوفاء بالتزاماتها، زادت فشل إسرائيل في رفع الحصار وعمليتها في 4 نوفمبر من التوترات. الحرب اللاحقة ألحقت معاناة شديدة بالفلسطينيين وأبرزت الطبيعة الدائرية للعنف في المنطقة.