عباءة ثقافية
تعترف حكومة إسرائيل علنًا باستخدامها للمبادرات الثقافية لتعزيز صورتها وتحويل الانتباه عن سياساتها العنصرية. اعترف نيسيم بن شيتريت، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، قائلاً: "نرى الثقافة كأداة دعائية من الدرجة الأولى، ولا نفرق بين الدعاية والثقافة." تستهدف هذه الاستراتيجية، المعروفة باسم حملة "إسرائيل العلامة التجارية"، تقديم إسرائيل كنموذج للحضارة والثقافة بينما تخفي أفعالها القمعية ضد الفلسطينيين.
إسكات صوت الفلسطينيين بشكل منهجي
- قمع الفنانين الفلسطينيين: في عام 2002، مُنعت الشاعرات الفلسطينيات زكريا محمد وغسان زقطان من السفر ومشاركة أعمالهن دوليًا. في نفس العام، حظرت لجنة الفيلم الإسرائيلية الفيلم الوثائقي الحائز على استحسان نقدي "جنين، جنين" لمحمود بكري بعد ثلاث عروض فقط.
- هجمات على الفعاليات الثقافية: في عام 2009، منع الجنود الإسرائيليون افتتاح مهرجان فلسطين للأدب في القدس، وفي عام 2011، استخدموا الغاز المسيل للدموع ضد المكان الذي استضاف الحدث الختامي للمهرجان. في نفس العام، هاجمت القوات الإسرائيلية مسرح الحرية في جنين، معتقلة عددًا من أعضائه.
- مقاطعة ثقافية للمؤسسات العالمية: في عام 2011، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساهمات إسرائيل في اليونسكو رداً على اعتراف المنظمة بفلسطين.
قوة المقاطعة
حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وصندوق المقاطعة (BDS) حظيت بدعم واسع بين الفنانين والمثقفين والمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم. من خلال رفض المشاركة في الفعاليات أو المبادرات التي تطبيع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، يعزز هؤلاء الأفراد والجماعات من مطالب الفلسطينيين بالعدالة والمساواة.
أمثلة على التأثير
- أكثر من 200 فنان في دول مختلفة تعهدوا بمقاطعة الفعاليات الثقافية الإسرائيلية.
- شخصيات ومؤسسات عالمية بارزة، من الحائزين على جائزة نوبل إلى المؤسسات الأكاديمية الكبرى، قد أيدوا حملة BDS كوسيلة غير عنيفة لمحاسبة إسرائيل.
لماذا المقاطعة مهمة
المقاطعة الثقافية لا تستهدف الفنانين الأفراد بل تستهدف المؤسسات والفعاليات التي تعمل كوسائط للدعاية الإسرائيلية. إنها تتحدى المبادرات الممولة أو المدعومة من الحكومة الإسرائيلية، مثل مهرجانات السينما والمعارض الفنية والتبادلات الأكاديمية، التي تهدف إلى تشتيت الانتباه عن الاحتلال المستمر والتمييز المنهجي ضد الفلسطينيين.
كما تؤكد المقاطعة على التضامن مع الفنانين الفلسطينيين، الذين تُسكت أصواتهم بشكل منهجي من قبل السلطات الإسرائيلية. من خلال دعم BDS، يقف المواطنون العالميون ضد تسليح الثقافة ويدافعون عن عالم حيث حرية التعبير والتبادل الثقافي ليست محتكرة من قبل الأنظمة القمعية.